نبذة عن باب زويلة

يعتبر باب زويلة من الأبواب التاريخية الفاطمية في محافظة القاهرة التى لا زالت قائمة إلى الآن، وهو من أشهر المعالم الأثرية فيها، وقد شهد العديد من أعمال الترميم والتطوير على مر العصور ضمن تاريخ مصر، وهو يعد من أكبر أبواب القاهرة وأضخمها، ويقع في وسط مقدمة شارع المعز لدين الله من الجهة القبلية، كما تعلوه مآذن جامع الملك المؤيد شيخ.[١]


ومن أشهر الأحداث التاريخية التي شهدها هذا الباب هي حادثة شنق السلطان طومان باي في عام (923هـ /1517م)، وهو آخر سلاطين المماليك على يد السلطان سليم الأول العثماني، وكانت تلك الحادثة بمثابة إعلان انتهاء الدولة المملوكية وبداية ظهور الدولة العثمانية في مصر، وقد بقي السلطان معلقاً عليه لمدة ثلاثة أيام أمام الناس.[٢]


وبشكل عام يعتبر هذه الباب من الأبواب التاريخية التي تمثل التحصينات الحربية ضمن التاريخ الإسلامي في مصر، وهو يقع ضمن سور من الطوب اللبن الذي يحيط بالقاهرة، والذي يضم ثمانية أبواب هي: باب زويلة وباب الفرج في الجنوب، وباب النصر وباب الفتوح في الشمال، وباب سعادة وباب القنطرة في الغرب، وباب القراطين وباب البرقية في الشرق.[٣]


سبب تسمية باب زويلة بهذا الاسم

سُمّي باب زويلة بهذا الاسم نسبة إلى إحدى قبائل البربر في شمال أفريقيا، إذ انضم بعض جنودها إلى جيش جوهر الصقلي المتوجه فتح مصر، وقد سكن هؤلاء الجنود بالقرب من هذه البوابة، وأمر ببناء الباب هذا الأمير بدر الجمالي سنة 485هـ -1092م، أثناء عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله.[١][٢]

 

ويجدر بالذكر هنا أن هذا الباب يُعرف أيضاَ لدى بعض الناس بأسماء أخرى مثل باب المؤيد، أو باب المتولى،[١] نسبة إلى متولي الحسبة في العصر الفاطمي الذي كان يجلس بالقرب من البواية لتحصيل ضرائب الدولة.[٢]


وصف باب زويلة والمنطقة المحيطة به

يتمثل الباب بكتلة ضخمة من البناء عمقها ‏25‏ متراً، وعرضها ‏25.72‏ متراً، وارتفاعها ‏24‏ مترا عن مستوى الشارع، وهو يتكون من برجين اثنين مستديرين يتوسطهما ممر مكشوف يؤدي الى باب المدخل، ويرتفع البرجان ضمن بناء مصمت، ويغطي الثلث العلوي لكل منهما حجرة دفاع.[١]

 

وقد تمت إضافة المئذنتين الملاصقتين للباب في عام 818هـ/ 1415م على يد المؤيد شيخ السلطان المملوكي، الذي بنى مسجده الخاص بجوار البوابة، واستخدم برجي الباب لإقامة مآذن الجامع.[٢]

 

أما بالنسبة لشارع المعز الذي يقع الباب فيه فهو يعود إلى عصر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، ويعد حالياً أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، ويتكون الجامع الملاصق للباب من فناء مكشوف، تحيط به أروقة ضخمة أكبرها رواق القبلة، وتتزين الجدران فيه بالوزرات الرخامية الملونة، وإحدى المآذن المكونة له تحمل اسم منشئ الجامع، بينما تحمل المئذنة الأخرى اسم محمد بن القزاز وهو المهندس المسؤول عن إنشاء المئذنة.[٢]


وبالقرب من الباب يقع ضريح ملاصق لها يعتقد العديد من علماء الآثار بأنه ضريح وهمي، أو لإحدى الشخصيات المغمورة، وبشكل عام يعد باب زويلة من أشهر معالم القاهرة الأثرية، والتي تشهد إقبال الكثير من السياح من شتى أنحاء العالم لزيارته.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "باب زويلة.. أكبر أبواب القاهرة الشاهدة على تاريخ مصر"، صحيفة اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 2/7/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج "باب زويلة"، وزارة الثقافة والآثار المصرية، اطّلع عليه بتاريخ 2/7/2023. بتصرّف.
  3. "هنا باب زويلة.. مشنقة طومان باى ورسل هولاكو.. و«متولي» تحصيل الضرايب (1)"، مجلة مصر كما لم ترها من قبل، اطّلع عليه بتاريخ 2/7/2023. بتصرّف.
  4. "باب زويلة... أشهر أبواب القاهرة"، مجلة العربي الجديد، اطّلع عليه بتاريخ 2/7/2023. بتصرّف.