الآثار الفرعونية في بني سويف: دليلك الشامل

تقع محافظة بني سويف في شمال صعيد مصر، على طول نهر النيل، وتمتد من الجنوب باتجاه الصحراء الغربية، وعاصمتها مدينة بني سويف التي تعد مركزًا تجاريًا وزراعيًا مهمًا في مصر، فوقوع المحافظة على ضفة نهر النيل أثراها بالأراضي الزراعية الخصبة، وبالإضافة إلى الزراعة تضم أرض بني سويف ثروة باطنية مهمة، فمن الصحراء الشرقية يتم استخراج حجر المرمر إلى جانب وجود رواسب خام الحديد في المنطقة الصحراوية منها، ولا يمكن نسيان الأهمية التاريخية التي تتمتع بها بني سويف، فهي مهد الكثير من الحضارات الهامة مثل الحضارة الفرعونية التي تركت فيها آثارًا قيّمة ما زالت موجودة إلى اليوم.^[١][٢]

الآثار الفرعونية في بني سويف

فيما يأتي أبرز وأهم الآثار الفرعونية الموجودة في محافظة بني سويف:^[٣]

• مقبرة نفر ماعت: تعود هذه المقبرة إلى الأمير الفرعوني نفر ماعت، وتتألف المقبرة من حجرة دفن وممر يؤدي إليها، ويوجد على الجدار الأيمن للممر رسمًا يصوّر الأمير وزوجته ورجال ونساء آخرون يحملون القرابين، ويذكر أن هذه الرسومات ملونة الأمر الذي جعل علماء الآثار يرجحون أن الأمير نفر ماعت يعود أصله إلى الفراعنة ذوي الأصول الآسيوية.
• قبر رع حتب وزوجته نفرت: الأمير رع حتب هو رئيس كهنة مصر الجديدة التي كان يطلق عليها سام عين شمس، وهو من حكام المملكة الفرعونية المعروفين جدًا، وتضم هذه المقبرة تمثالين من الحجر الجيري يصوّران رع حتب وزوجته.
• آثار إهناسيا: تمتد هذه الآثار على أرض بمساحة 1.5 كيلومتر مربع، وتعد من أهم مدن وآثار مصر التي تعود إلى الحضارة الفرعونية، والتي كانت عاصمةً لها لحوالي القرن نصف القرن، وعاصرتها حوالي تسع أو عشر سلالات فرعونية حاكمة، ويضم الموقع معبدًا قديمًا وقاعة أعمدة دائرية مصنوعة من الجرانيت الأحمر وقبابها ذات تيجان على شكل سعف النخيل، بالإضافة إلى وجود غرفة أعمدة أخرى وغرف عديدة، وفي إهناسيا تم اكتشاف بقايا تماثيل يصوّر بعضها الملك رمسيس الثاني، وتمثال آخر يعود تاريخه إلى الأسرة الثالثة، وتمثالان كبيران من حجر الكوارتز لرمسيس الثاني، إلى جانب قطع أثرية تعود إلى حضارات مختلفة أتت إلى المنطقة.
• آثار الحيبة: كانت مدينة الحيبة تسمى قديمًا حات بنو، وكانت مركزًا لعبادة طائر الفينيق، وما زالت تحتفظ اليوم بأسوارها التي بنيت في عهد الأسرة الواحدة والعشرين، وتضم أيضًا بقايا معبد آمون الذي بناه الملك شيشنق الأول من الأسرة الثانية والعشرين.
• هرم ميدوم: يعود تاريخ هرم ميدوم إلى الحضارة الفرعونية، وتحديدًا إلى حوالي 2600 سنة قبل الميلاد، وهو الهرم الثاني التي بني بعد هرم زوسر، ويُعتقد أنه بني للفرعون هوني وهو آخر فرعون للأسرة الثالثة، ويسمى هذا الهرم بالهرم الكاذب بسبب شكله غير العادي والذي لا يشبه شكل الأهرامات المعروفة في مصر، ولكن بعد فترة من الزمن جرت محاولة لتحويل شكل الهرم ليصبح أشبه بالهرم العادي من خلال ملء الخطوط الموجودة فيه بالحجر الجيري ولكنه لم يكتمل، وحتى حجرة الدفن الموجودة فيه لم تكتمل أيضًا.^[٤][٥]
• المعبد الجنائزي: يتبع هذا المعبد لهرم ميدوم، عثرَ عليه تحت الأنقاض في قاعدة الهرم، وهو معبد قديم يعود للحضارة الفرعونية، ولكن لم يتم الانتهاء من بنائه، ويحتوي في الداخل على نصين مكتوب فيهما اسم الفرعون الذي بناه، ولكن بسبب فقد بعض النقوش والحروف لم يتم التعرف عليه، ويحمي المعبد من الخارج سورًا ضخمًا وما زالت الآثار التي تتبع له قائمة إلى اليوم وبحالة جيد.^[٤]
• قرية دير الميمون ودير القديس أنطوني: القديس أنطوني لا ينتمي إلى الحضارة الفرعونية بالطبع، ولكنه اتخذ من المعبد الموجود في مدينة بني سويف والذي يعود تاريخه إلى الحضارة الفرعونية مكانًا للزهد واعتزال العالم وعبادة الله، وهناك أسس ديرًا خاصًا به، يعتبر اليوم أول دير في العالم، بني على أنقاض معبد فرعوني.^[٦]