كيف تم بناء الأهرامات؟

بناء الأهرامات

تعتبر الأهرامات المصرية الضخمة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، وكيفية بنائها من الأسرار والألغاز التي لم يستطع العلماء الإجابة عليها بشكل قطعي إلى اليوم، فالأهرامات هي هياكل ضخمة جدًا يحتاج بناؤها اليوم إلى الكثير من المعدات والآلات التي لم تكن موجودة في حضارة مصر القديمة، وهذا ما يجعل منها لغزًا، ويُعتقد أن بناء الهرم الأكبر في مصر وهو هرم خوفو قد استغرق 20 عامًا، وعمل في بنائه 100,000 رجل، بالإضافة إلى الأوزان العالية للأحجار التي صنعت منها،^[١] ويُذكر أن الأهرامات بقيت الهياكل الأكبر في العالم لعدة قرون، ويعود تاريخ بنائها إلى أكثر من 4000 عام.^[٢]

نظريات حول بناء الأهرامات

لا توجد إجابة شافية ومؤكدة حول كيفية بناء الأهرامات، ولكن وضع علماء الآثار نظريات وفرضيات تصف كيف يمكن بناء هذه الهياكل الضخمة:

نظرية المنحدر

تحظى نظرية المنحدر بتأييد كبير وهي من النظريات المعقولة والأكثر منطقية بالنسبة للعلماء لأنها تستند إلى أكبر عدد من الأدلة، وتفترض هذه النظرية أ٫ الأهرامات بُنيت بأيادٍ بشرية من خلال سحب الأحجار الكبيرة المكونة لها بواسطة الحبال والمزالج، بالإضافة إلى اللجوء لتبليل مياه الصحراء تحتها لتقليل الاحتكاك، فالرمال الرطبة تسهل من سحب الأحجار، وقد استند العلماء بهذه النظرية على اللوحات والرسومات الجدارية القديمة التي رأوها على جدران الأهرامات الداخلية والتي تصور عمالًا ورجالًا يسحبون أحجارًا ضخمة بالحبال والمزالج.^[٣]

وبعد نقل الحجارة وسحبها عبر الصحراء إلى موقع بناء الهرم يتم إنشاء منحدرات لسحب الحجارة إلى الأعلى وتركيبها فوق بعضها البعض لتشكل هرمًا، وهذه المنحدرات إما تكون مستقيمة أو بشكل حلزوني يلتف حول الهرم، وكانت عملية إنشاء المنحدرات تستغرق وقتًا طويلًا أيضًا إلى جانب وقت سحب الأحجار المكونة للهرم والوقت اللازم لسحب الحجار إلى قمة الهرم وتشكيله، وهذا ما يبرر السنوات الطويلة التي كان يستغرقها بناء الهرم.^[٣]

نظرية عمود الماء

تقترح هذه النظرية أن العمال نقلوا الأحجار المكونة للأهرامات من خلال قنوات مياه يتم إنشاؤها على طول الطريق المؤدي إلى موقع بناء الهرم، وساعدهم بذلك نهر النيل القريب، ويُعتقد أنهم كانوا يستخدمون العوامات المصنوعة من خشب الأرز أو جلود الحيوانات لربط الأحجار بها حتى تطفو على وجه الماء ويتم نقلها إلى الموقع، أما عن طريقة رفع الأحجار إلى الأعلى فتقول هذه النظرية إن العمال استخدموا آلية رفع مستويات المياه تدريجيًا للوصول إلى الأعلى ووضع الأحجار بشكل تصاعدي فوق بعضها البعض، ويكون ذلك على عدة مراحل، توضع بعض الأحجار مع العوامات التي تحملها في ممر مائي بمستوى مياه محدد ومن ثم يُفتح باب أو سد لنقلها إلى حجرة أخرى وبعد إغلاق السد يتم ضخ المياه في هذه المنطقة حتى ترتفع الأحجار، ويتم تكرار الأمر لتصل إلى أعلى وأعلى.^[٣]

مراحل بناء الأهرامات

تم بناء الأهرامات بثلاث خطوات رئيسية، وفيما يأتي ذكر لها:^[٤]

المرحلة الأولى: اختيار الموقع المناسب للبناء

لم يكن اختيار موقع بناء الهرم عشوائيًا، وإنما يجب أن يُبنى على الضفة الغربية لنهر النيل حيث تغرب الشمس، ولهذا الأمر سبب محدد عند المصريين القدماء، فقد كانوا يعتقدون أنه حيثما تغرب الشمس يوجد بوابة للعبور إلى الحياة الأخرى، بالإضافة إلى سعيهم لبناء الأهرامات على أرض مرتفعة لتكون بعيد عن خطر فيضان نهر النيل، بالإضافة إلى استخدام نهر النيل لنقل كتل الحجر الجيري التي تشكل الطبقة الخارجية للأهرامات، وأخيرًا يجب أن يكون الهرم على أرض ثابتة يمكنها تحمل وزن الهرم الهائل، وأحيانًا يؤخذ بعين الاعتبار مسافة موقع الهرم من موقع إقامة الملك.

المرحلة الثانية: تجهيز الموقع

كن العمال يهتمون بإعداد الأرض التي سيُبنى عليها الهرم بشكل جيد من خلال إزالة الرمال السائبة من الصخر، وجعل القاعدة الصخرية مسطحة تمامًا حتى لا يكون الهرم مائلًا، وليضمنوا أن يكون المستوى مسطحًا تمامًا عن طريق بناء جدران طينية منخفضة في كافة أنحاء قاعدة الهرم ومن ثم يقطعون القنوات في نمط شبكي فوق السطح ويملؤون القنوات بالماء ويحددون المستوى الذي سيصل إليه الماء، وبعد تجفيف المياه من الموقع يتم قطع الأجزاء البارزة من الصخور والتي لم تصل المياه إليها.

المرحلة الثالثة: رفع الكتل

في هذا الجزء توجد نظريات عدة كما أشرنا سابقًا، وإلى جانب النظريتين السابقتين، توجد بعض الافتراضات الأخرى، فأحيانًا كان يتم بناء الغرف والممرات الداخلية أولًا ومن ثم بناء الجزء الخارجي من الهرم، وغالبًا ما تُبنى الأهرامات من الداخل بالحجر الجيري المقطوع من هضبة الصحراء، ويُبنى من الخارج من الحجر الجيري المقطوع من طرة، فطبيعته تختلف من مكان لآخر، ويُذكر أن الأحجار المستخدمة في بناء الحجر تختلف في حجمها، وكانت الأحجار الأكبر موجودة في حجرة دفن الملك.