بُني جامع عمرو بن العاص بعد فتح مصر في عام 640 للميلاد على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط عاصمة مصر في ذلك الوقت، وكان بذلك أول جامع بُني في مصر، وأول جامع بني في أفريقيا عامةً، ولُقّب الجامع آنذاك بتاج الجوامع، كما عرف أيضاً بالجامع العتيق.[١]


بناء جامع عمرو بن العاص

بُني جامع عمرو بن العاص في عام 641 للميلاد على مساحة صغيرة مطلة على نهر النيل، وقد بُني على قوائم من جذوع النخل، ثم غُطي بالجريد، وقد شارك في بنائه عدد من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنهم عبادة بن الصامت، والزبير بن العوام، واستخدم الجامع آنذاك كمكان لاجتماع المسلمين، أما حاليًا فقد جرت العديد من التغييرات المعمارية على الجامع، وزادت مساحته، إلا أنه لا يزال يحمل طابع العمارة الإسلامية المبكرة.[١][٢]


التخطيط المعماري لجامع عمرو بن العاص قديماً

بُني جامع عمرو بن العاص على مساحة مستطيلة يبلغ طولها 45 متراً تقريباً، ويبلغ عرضها 27 متراً تقريباً، أما ارتفاع الجامع من الداخل، فقد بلغ حينئذ 3 أمتار تقريباً، وقد بنيت جدران الجامع من الطوب اللبن، وكان الجامع آنذاك محاطاً بالطرق من جميع الجهات، إلّا أنه لم يكن يحتوي إلا منبراً دون مئذنة، أو محارب.[٢]


التخطيط المعماري لجامع عمرو بن العاص حديثاً

يتكون جامع عمرو بن العاص في العصر الحالي من مدخل رئيسي بارز في الجهة الغربية، وصحن كبير مكشوف محاط بأربعة أروقة ذات سقوف خشبية، ويُعد رواق القبلة هو أكبر هذه الأروقة، ويحتوي هذا الرواق على محرابين مجوفين يقع على جانب كل منهما منبر خشبي، فضلًا عن وجود لوحتين ترجعان إلى عصر المماليك على جدار رواق القبلة، ويضم الركن الشمالي الشرقي لهذا الرواق قبةً يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما فيما يتعلق بصحن الجامع، فتتوسطه قبة مبنية على 8 أعمدة من الرخام، وأما عقود الجامع، فتستند على أعمدة من الرخام أيضاً أُحضرت من عمائر قديمة، ولا تزال بعض الآثار القديمة واضحة في الجامع؛ حيث إن نوافذ الجدار الجنوبي للجامع ما زالت تحمل آثار الزخارف الجصية القديمة.[٢]


معلومات أخرى عن جامع عمرو بن العاص

فيما يأتي بعض المعلومات الإضافية عن جامع عمرو بن العاص:[٣]

  • أُضيفت ساحة لمسجد عمرو بن العاص في العصر الحديث تبلغ مساحتها 12 ألف متر مربع، وتتسع لـ 10 آلاف مصلٍ، كما تضم هذه الساحة 174 حوضًا لأشجار النخيل، و3 نوافير، و12 حوض زراعة، وغيرها.
  • يُعد كلٌّ من الليث بن سعد، والإمام الشافعي من أشهر خطباء جامع عمرو بن العاص.
  • يحتوي المسجد على شبكة لإطفاء الحريق.
  • أُقيمت العديد من الدروس الدينية في جامع عمرو بن العاص، لتثقيف الناس في أمور دينهم ودنياهم، وقد وصل عدد الدروس إلى 110 دروس، وقد تناولت أيضًا تدريس المذاهب الحنفية والشافعية والمالكية.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "جامع عمرو بن العاص"، وزارة السياحة، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "مسجد عمرو بن العاص"، الهيئة العامة للاستعلامات، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2023. بتصرّف.
  3. "12 معلومة عن جامع عمرو بن العاص بعد تطويره.. خطب فيه الإمام الشافعي"، الوطن نيوز، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2023. بتصرّف.
  4. "جامع عمرو بن العاص بالقاهرة.. تعرف إلى أقدم مساجد مصر وأفريقيا"، سي ان ان بالعربية، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2023. بتصرّف.