يقبع في مدينة الأقصر على ضفاف نهر النيل الغربية تمثالان ضخمان يبلغ ارتفاع كل منهما نحو 18 متراً، ويزن كل منهما أيضًا ما يقارب 720 طن، وهما تمثالا ممنون، وفي الوقع إن هذين التمثالين يمثلان أمنحتب الثالث أحد فراعنة العائلة الثامنة عشر في الأسرة الحاكمة لمصر القديمة، وشُكل التمثالان على شكل أمنحتب وهو جالس على عرشه المزخرف برسومات تمثل كل من زوجته ووالدته، وكذلك رموز فرعونية أخرى. وقد وضع التمثالان أمام مجمع مقبرة أمنحتب ينظران إلى جهة الشرق ونحو نهر النيل.[١]


ويعتقد علماء الآثار بأن تمثالا ممنون وضعا بهذه الطريقة من أجل حماية مقبرة أمنحتب، أما بالنسبة إلى تسميهما بهذه الاسم، فهو نسبة إلى أحد الأبطال الإغريق، والذي كان حاكمًا لمملكة أثيوبيا في فترة حرب طروادة، وقد شارك في الحرب إلى جانب الطرواديين ضد الإغريق، وقتل على يد أكيليس البطل الإغريقي الشهير، ويذكر أن هناك بعض الأساطير المرتبطة بهذين التمثالين، والتي سوف نتناول بعضها خلال هذا المقال.[١]


متى تم بناء تمثالا ممنون؟

بني التمثالان في عهد أمنحتب الذي يمثلانه، وقد كان ذلك في الفترة الواقعة ما بين 1386 إلى 1349 قبل الميلاد، ويقدر أنه تم الانتهاء من العمل على التمثالان بشكل نهائي في العام 1350 قبل الميلاد، وتعد هذه الفترة التي بنيا فيها الأكثر ازدهارًا في الحضارة المصرية القديمة، والتي تطورت خلالها الأعمال الفنية بشكل كبير، وهذا يدل على اهتمام أمنحتب بنحت كل تمثال منهما من حجر جيري واحد ضخم، ويذكر أن التمثالان تعرضا لأضرار جزئية في العام 27 قبل الميلاد إثر تعرضهما إلى زلزال، وقد تم ترميمهما من قبل الرومان في الفترة التي حكموا فيها مصر.[٢]


من أين جلبت أحجار تمثالا ممنون؟

كما ذكرنا سابقًا فإن التمثالين تم نحت كل منهما من حجر واحد ضخم، ولكن منطقة الأقصر لا تحتوي على هذا النوع من الأحجار الجيرية، لذلك يعتقد أن الأحجار إما تم جلبها من المحاجر الموجودة في الشمال من ممفيس (القاهرة حاليًا) من على بعد ما يقارب 645 كيلومتراً برًا، أو من الجنوب من منطقة أسوان عبر نهر النيل من على بعد 238 كيلومتراً تقريبًا، ولكن إن وزن التمثالين يؤكد أنه من المستحيل أن تنقل عبر السفن، وإلى غاية الآن لم يتم التأكيد على مصدر الحجارة المستخدمة في نحت تمثالا ممنون.[١][٢]


أسطورة صوت تمثالا ممنون

انتشرت أسطورة قديمة أن أحد التمثالين يصدر صوت وقت غروب الشمس، وقد ذكر هذه الأسطورة العديد من رحالة الحضارات الرومانية والإغريقية منذ القدم، وقد سجلت أول شهادة لهذه الأسطورة من قبل الرحالة والمؤرخ الإغريقي سترابو، الذي ادعى أنه سمع نغمة أسطورية تصدر من أحد التماثيل في إحدى رحلاته في العام 20 قبل الميلاد.[٣]


وقد ذكر أيضًا العديد من المؤرخين الرومانيين والإغريقيين نفس الأسطورة في تلك الفترة، حتى إن التمثالين أصبحا مزارًا من قبل الرحالة، كذلك من قبل الشخصيات الكبيرة في تلك الفترة، حيث إن الإمبراطور سيفيروس قام بزيارتهم في الفترة الواقعة حول عام 199 ميلادي ليستمع لصوتهما، وعندما رآهما متهالكين أمر بترميمهما، بعدها لم يصدرا أي نغمة إطلاقًا.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب ت "Colossi of Memnon", worldhistory, Retrieved 14/2/2024. Edited.
  2. ^ أ ب "Colossi of Memnon", memphistours, Retrieved 14/2/2024. Edited.
  3. ^ أ ب "Colossi of Memnon – The statues singing at dawn", egypttimetravel, Retrieved 14/2/2024. Edited.