يعد توت عنخ آمون واحد من أشهر الفراعنة الذين حكموا مصر القديمة، والذي امتدت فترة حكمه لمدة عشرة أعوام من 1333 إلى 1323 قبل ميلادي، ومما سبب شهرة الفرعون توت، وهو أنه بدأ حكمه في سن 9 سنوات، وتوفي بعمر 19 عاماً فهو أصغر فرعون حكم مصر، وتوفي وهو شاب، وقد حاول علماء الآثار تحديد سبب وفاته، وحصروا الأمر ما بين حادث تعرض له وهو على عربة الأحصنة، أو مرض في العظام أو كسر في العظام أو مزيج في ما بين هذه الأسباب، وبقدر غرابة حكم هذا الفرعون ووفاته كانت غرابة القصة وراء قبره.[١]


وخلال هذا المقال سوف نتناول أهم المعلومات المتعلقة بمقبرة توت عنخ آمون.


قبر توت عنخ آمون

اشتهر فراعنة مصر ببناء مقابرهم خلال حياتهم، وكانت هذه المقابر عبارة عن مباني ضخمة، منها ما يتم بناؤه بالحجارة الجيرية مثل الأهرامات، ومنها ما يتم بناؤه ونحته داخل الجبال كما في وادي الملوك، أما توت عنخ آمون، فكان استثناء عن بقية ملوك وفراعنة مصر القديمة، فقد وجد في مقبرة صغيرة لا تتوافق مع مقابر الفراعنة، وقد بحث علماء الآثار حول السبب، وكان هناك نظريتان حول صغر مقبرة توت عنخ آمون، الأولى وهي أنه لم يتمكن من الانتهاء من بناء مقبرة خلال فترة حكمه القصيرة وسنه الصغير عند وفاته.[٢][١]


أما النظرية الثانية فهي أن مستشاره آي، والذي استولى على الحكم بعده، قام باستبدال مقبرة توت عنخ آمون الملكية بمقبرة صغيرة، واستولى على مقبرته كما استولى على حكمه من بعده، ومن الأحداث الغريبة الأخرى المرتبطة أيضًا بقبر توت عنخ آمون، هو أنه تم دفنه على وجه السرعة، وقد استدل العلماء على ذلك من خلال امتزاج طين ختم القبر بالطلاء المستخدم على القبر، كدلالة على أن العمال لم ينتظروا لحين جفاف الطلاء من أجل ختم القبر.[٢][١]


وجد علماء الآثار دلائل على أن الفراعنة بعد توت عنخ آمون أرادوا أن يتم نسيانه هو ووالده، وذلك بسبب توجه والده أخناتون الديني في عبادة الشمس لوحدها دون بقية الآلة المصرية، لذلك تم شطب اسم توت عنخ آمون ووالده من قائمة الملوك، وتم تدمير كل ما هو متعلق بهما، بالإضافة إلى ذلك فقد تم بناء مقبرة رمسيس السادس فوق مقبرة توت عنخ آمون ليتم نسيانه للأبد، ولكن اكتشاف مقبرته كان بمثابة إحياء لذكرى الفرعون الشاب.[٢][١]


اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

خلال عمل علماء الآثار في موقع وادي الملوك، والذي يحتوي على مقابر للعديد من الفراعنة، عثر العلماء على العديد من الأدوات الأواني الصغيرة التي تحمل اسم توت عنخ آمون، ولكن لم يكن هناك أي دليل على وجود مقبرة، وفي العام 1917، بدأ عالم الآثار البريطاني حملة للبحث عن مقبرة توت عنخ آمون، وبعد عناء دام لمدة 3 أعوام تمكن العالم كارتر من الوصول درجات مدفونة في الرمال تقود إلى حجرات أسفل مقبرة رمسيس السادس.[٣]


كانت المفاجأة غير المتوقعة هي العثور على مقبرة توت عنخ آمون، وقد وجدها كارتر في حالة فوضى على حد تعبيره، حيث تم ترتيب حاجيات توت عنخ آمون بشكل عشوائي، وبعد البحث اقترح كارتر وعلماء آخرون أنه بعد دفن توت عنخ آمون بفترة قصير تم سرقة المقبرة، ثم أعيدت الحاجيات لها، وتم ترميميها باستعجال.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Facts on Tutankhamun's tomb", phys, Retrieved 15/2/2024. Edited.
  2. ^ أ ب ت "The discovery of King Tut’s tomb", kids.nationalgeographic, Retrieved 15/2/2024. Edited.
  3. ^ أ ب "The Discovery of King Tut’s Tomb", daily.jstor, Retrieved 15/2/2024. Edited.