معلومات تاريخية عن حجر رشيد

حجر رشيد هو لوح من صخر الغرانيت حُفر عليه مرسوم أصدر في العام 196 قبل الميلاد في مصر القديمة، وهذا المرسوم يتضمن الولاء والإخلاص لحاكم مصر في تلك الفترة وهو بطليموس الخامس، وقد كُتب المرسوم بثلاث لغات مختلفة وهي الديموقيطية، واليونانية القديمة، والهيروغليفية، وتكمن أهمية حجر رشيد في فك شفرة اللغة الهيروغليفية التي كانت وقت كتابة المرسوم على وشك الاندثار، ومع مرور الزمن وحتى وقت اكتشاف حجر رشيد كانت الهيروغليفية قد اندثرت ولا يمكن لأحد قراءتها.^[١]

وللمزيد من المعلومات حول حجر رشيد، سنستكمل هذا المقال للحديث أن أبرز المعلومات التاريخية المتعلقة به.^[١]

كيف اكتشف حجر رشيد؟

اكتشف حجر رشيد في العام 1799م على يد الجنود الفرنسيين خلال الحملة الفرنسية التي قادها نابليون على مصر، حيث عثر الجنود على حجر رشيد خلال ترميمهم أحد حصون التي يستخدمونها في مدينة الرشيد، والذي سمي الحجر على اسمها، ويعتقد أن الحجر بالأساس لم يكن جزءاً من بناء الحصن، ولكن جُلِب من أحد المعابد من إلى مدينة الرشيد، والتي كانت تعرف وقتها باسم "سايس".^[٢]

كيف ساهم حجر رشيد في فك شفرة الهيروغليفية؟

كما ذكرنا في المقدمة، فإن حجراً رشيداً نقش عليه مرسوم بثلاث لغات، أحدها الهيروغليفية، وعليه فإن النص تم تكراره بهذه اللغات الثلاث، لذلك قام علماء الآثار واللغات القديمة بمقارنة النصوص من أجل وضع شفرة لفهم اللغة وقراءة الهيروغليفية، وكان أول من حاول العالم البريطاني توماس يونغ في العام 1814، (وذلك لأن البريطانيين استولوا على الحجر بعد هزيمتهم للفرنسيين في مصر)، ولم يتمكن توماس من حل لغز اللغة بشكل تام ولكنه استنتج أن الأسماء الملكية في النص تم كتابتها برموز صوتية داخل أشكال بيضوية.^[٣]

بقي سر شفرة اللغة الهيروغليفية غير مفهوم حتى الفترة ما بين 1822 و1824، حيث تمكن عالم اللغة الفرنسي شامبليون من فهم الرموز التي استخدمت لكتابة الهيروغليفية، والتي كانت عبارة عن مزيج ما بين اللغة الصوتية (أي اللغات التي نتحدث بها)، واللغة الرمزية، والتي تستخدم الرسومات للتعبير عن فكرة أو شيء ما، ومنذ ذلك الوقت أصبح بإمكان علماء الآثار، قراءة جميع النصوص المكتوبة بالهيروغليفية على مختلف الآثار المصرية.^[٣]

ما أهمية حجر رشيد التاريخية؟

كُتبت النصوص على حجر رشيد في فترة كان اليونانيون فيها يحكمون مصر، وقد انتهج اليونانيون طمس الحضارة المصرية القديمة، بمنع استخدام اللغة الهيروغليفية، واستبدالها باللغة الديموطيقية واليونانية القديمة، وفي فترة اضطراب الحكم اليوناني في مصر وتكرار اغتيال الحاكم (الفرعون)، احتاج بطليموس الخامس إلى تأييد رجال الدين المصريين، وعليه بعد أن اكتسب ثقتهم، تم كتابة هذا المرسوم على مجموعة من أحجار الغرانيت وتوزيعها في المدن الرئيسية للمملكة من أجل إظهار دعم رجال الدين للحاكم أمام الشعب وأتباعهم.^[١][٣]

وقد كان هذا الحدث بمثابة إنقاذ للغة الهيروغليفية التي كانت وقت كتابة المرسوم لا تستخدم إلا من قبل فئة صغيرة من المصريين وهم الكهنة من الذي يتبعون الديانة المصرية القديمة، وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم العثور إلا على نسخة واحدة من المرسوم وهو ذاته حجر رشيد، والذي يتواجد منذ العام 1802 في المتحف البريطاني بمدينة لندن.^[١][٣]